كمالات الشيخ الوائلي .. ومذمة مُنتقصيه
مقال كتبه الأستاذ الدكتور عبدالله الموسوي
أستاذ التربية المقارنة والدولية / جامعة لندن
أساء البعض مؤخراً ،، ممن اعتلى المنبر الحسيني في غفلة من الزمن،، إلى العلامة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله وجزاه خيراً.
ويصدق على هؤلاء الإمعات قول أبي الطيب المتنبي:
وإذا اتتك مذمتي من ناقصٍ ..
فهي الشهادة لي بأنيّ كامل
لا يضير العلامة الشيخ الدكتور أحمد الوائلي تفاهات الإمعات، والمدعين بالمعرفة الحقة بآليات إعتلاء المنبر الحسيني ، والالمام باساليب وطرائق مخاطبة الجماهير المتعطشة إلى معرفة الحقيقة من فم وعقل متخصص عاشق لعلمه ملمٍ في مجال تخصصه ، متعدد في أساليب إيصاله ..
فقد تابعتُ مجالس وعظه رحمة الله عليه في سبعينات القرن الماضي في جامع الخلاني في رصافة بغداد ، وتابعتُ نوعية جمهوره وانشداده اليه وانبهاره بالمعلومات المعززة بالآيات القرآنية والامثلة المستمدة من الواقع المُعاش.
فبعد أن أنهى الشيخ الوائلي متطلبات دراسته لنيل درجة الدكتوراه من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة ، في جمهورية مصرالعربية ، وجد أنه قد حُجبت عنه الموافقة على مشروع بحث اطروحته – لنيل درجة الدكتوراه لأسباب لا يعرفها، علماً أن فكرة مشروع بحث اطروحته في وقتها كان قد تميز بالتفرد والحداثة : وهو (إستغلال الأجير وموقف الاسلام منه )، والمرتكزة على نظرية حديثة في الاقتصاد الاسلامي كان قد تبناها المفكر السيد محمد باقر الصدر في سفره : اقتصادنا،
وما كان ذلك إلا (حسداً وغيرة وحقداً).. حتى تدخل في الأمر الرئيس جمال عبد الناصر والشيخ محمود شلتوت، (شيخ الجامع الازهر) إذ ان الرجل كان قد بزّ أقرانه، كل أقرانه، حتى عُقدت الجلسة العلمية مرة أخرى وحصلت الموافقة على قبول بحث أطروحته لدرجة الدكتوراه بتميز،، والذي كان أهلاً لها وبجدارة ،،
ومادام الحديث عن اللفتات العلمية للشيخ الدكتور الوائلي ؛ أود ان أُشير هنا الى أنه رحمه الله كان قد جمعه لقاء مع أحد زملائه العراقيين الحاصلين على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة ، وهو أستاذ في الجامعة المستنصرية جمعته جلسة حوار في جامعة الكويت في سبعينيات القرن الماضي، وما تخللتها من تساؤلات تكشف عن باع كلٍ منهما للآخر، فكانت إجابات المرحوم الوائلي جاهزة وكأنها تنتظر تحت طي لسانه ..
حتى جاء دور الدكتور الوائلي ليطرح سؤاله على زميله الدكتور ، لكن الأخير فوجئ بدقة السؤال ، وعُتمة الجواب ، ولم يتمكن من الإجابة !!
فما كان من المرحوم الوائلي إلا أن قال للدكتور … ولباقي الحضور في الندوة عبارته الخالدة ؛ شيخنا إقرأوا .. رجاءً إقرأوا !!
وخرج متواضعاً كعادته كغصن شجرة مثمرة، وبقي الآخرون في حيرة من أمرهم
وقد طُلب مني أن أدير حفل تكريم له بعد عامٍ من وفاته،، هناك في بغداد عندما كنتُ رئيساً لقسم الدراسات العليا في كلية التربية بجامعة بغداد ، فوجدتُ من جملة ما وجدتُ مما عرض من وثائقياته ؛ امتلاكه لذات الصوت الجهوري الواثق من قول ما يود قوله عندما كان طفلاً ويانعاً في المرحلة الابتدائية ..
ختاماً أكرر مؤكداً :
أنه لن يضير العلامة الدكتور الوائلي رجم الأميين له، فقد قيل قديماً :
الأشجار المثمرة وحدها ؛ هي من تُرمى بالحجر ..
و ليرحم الله العلامة الدكتور الوائلي ويسكنه فسيح جنانه، وليبقى مدرسة مسموعة باصغاءٍ على مدى السنين، دون ان يُمل أو أن يُضجر مستمعيه.
عبد الله الموسوي
** البروفيسور الموسوي؛ عالم تربوي عراقي، أستاذ أول متمرس في دراسات العلوم التربوية منذ أكثر من 40 سنة، مستشار ثقافي أسبق في الملحقية الثقافية العراقية / المملكة المتحدة البريطانية.
متابعات: وحدة الدراسات والنشر والملكية الفكرية / مؤسسة الشيخ الوائلي الفكرية